الريح لا تُرى، لكنها تترك أثرها في كل شيءٍ تلمسه. تراها في ارتجاف الأغصان، وفي حركة الغيوم، وفي تموّج الرمال على وجه الصحراء. هي لغة الطبيعة التي لا تحتاج إلى كلمات، تُخاطبنا بصوتٍ خافت، ثم تعبر دون أن تلتفت.
حين تتحدث الريح، تفعل ذلك بصدقٍ لا يعرف المجاملة. تخبرنا أن العالم لا يتوقف، وأن كل ما نحسبه ساكنًا يتحرك بصمت. تنقل رسائل بين الجبال والبحار، وتزرع فينا شعورًا خفيًا بالحرية.
أحيانًا تأتي الريح قوية، كأنها تُنذرنا بشيء، وأحيانًا تكون ناعمة، كأنها لمسة طمأنينة على قلبٍ مرهق. لكن في كلتا الحالتين، تُذكّرنا أننا لسنا وحدنا في هذا الكون، وأن لكل شيءٍ حولنا روحًا تنبض، وإن لم نرها.