عندما يبدأ أول خيط من النور بشقّ عتمة الليل، تنبعث الحياة من جديد. الفجر ليس مجرد لحظة زمنية، بل وعدٌ متجدد بالبدء، وبأنّ لكل ظلام نهاية.
في ذلك السكون الذي يسبق الشروق، تشعر أن العالم يتنفس للمرة الأولى. تتفتح الأزهار بتردد، وتغني العصافير بحذر، وكأنها تُجرب النغمة الأولى من سيمفونية اليوم القادم.

الفجر يعلّمنا الصبر؛ فهو لا يأتي فجأة، بل يزحف بهدوء حتى يُبدّد الليل تمامًا. إنه تذكير دائم بأنّ التغيير لا يحدث دفعة واحدة، بل بخطواتٍ صغيرةٍ واثقة.

وفي كل فجر، فرصة جديدة لأن نُعيد ترتيب أحلامنا، وننفض الغبار عن القلوب التي أثقلها الأمس. فالفجر لا يوقظ الأرض فقط، بل يوقظ فينا الرغبة بالحياة.