هناك طرق لا تُقاس بطولها، بل بما تُخلّفه فينا. الطريق الذي لا يعرف العودة، هو ذاك الذي نسلكه دون أن نعلم أنه سيتغير فينا كل شيء بعده. نمضي فيه بخطواتٍ واثقة، ثم نكتشف أن نهايته ليست سوى بداية جديدة بلونٍ آخر من الحياة.
في ذلك الطريق، لا فائدة من النظر خلفك، لأنك حين تفعل، تذوب معالم الأمس. لا أحد يعود كما كان، فكل خطوة تسرق منك جزءًا صغيرًا وتمنحك آخر. وربما هذا ما يجعلنا نستمرّ، نُعيد رسم أنفسنا مع كل طريقٍ جديد.
الطريق الذي لا يعرف العودة ليس طريق الخسارة، بل طريق النضج. هو الذي يجعلك تفهم أن الماضي لا يعود، لكنه يبقى معك على هيئة درسٍ، أو ذاكرةٍ، أو أثرٍ على القلب لا يزول.