ليست كل السلالم تؤدي إلى الطوابق العليا، فبعضها يصعد بك إلى مكانٍ في داخلك. حين تخطو على درجاتٍ قديمة صامتة، تشعر أن كل درجةٍ هي خطوة نحو صفاءٍ لا يُرى. السلالم التي تصعد إلى الهدوء لا تُبنى بالحجارة، بل بالصبر، بالتأمل، وبالقدرة على الإصغاء للصمت.

في لحظة الصعود، يتغير الإيقاع من ضجيجٍ إلى هدوء، من ثقلٍ إلى خفة. ترى العالم من زاويةٍ مختلفة، وتفهم أن العلو لا يعني الارتفاع، بل السكينة. هناك سلالم لا تنتهي عند السقف، بل تنتهي عند السلام الداخلي، حيث لا تُسمع الأصوات إلا نبض القلب وهو يهمس: وصلت.

في نهاية السلم، لا ينتظرك أحد، لأن من يصل إلى الهدوء لا يحتاج جمهورًا. يكفيه أنه أدرك الطريق.