في عالمٍ يضجُّ بالأصوات، تبقى الريشة رمزًا للهدوء والتأمل. تلك الريشة الصغيرة التي سقطت من جناح طائرٍ مجهول، صارت أداةً يكتب بها الإنسان أفكاره وهمومه، ويحوّل بها الصمت إلى كلمات.
الريشة ليست مجرد أداة كتابة، بل ذاكرة تحمل حكاياتٍ قديمة عن الكتّاب والشعراء الذين جلسوا تحت ضوء الشموع، ينقشون بها مشاعرهم على الورق. كانت الريشة تشاركهم لحظات الفرح والحزن، وتبكي معهم عندما تُغمس في الحبر الأسود.
واليوم، رغم تطور الأقلام والشاشات، تبقى الريشة رمزًا للنقاء والأصالة، تذكّرنا بأن الكتابة ليست حروفًا فقط، بل امتدادٌ لروحٍ تحاول أن تترك أثرًا. فربما، في زمنٍ ما، يقرأ أحدهم ما كُتب بها، فيشعر بأن الريشة ما زالت حيّة، تهمس في الأذن: “أنا كتبتُ الصمت لأصنع منه حياة.”